في الدقائق الأخيرة من الحفل 

في تلك المدينة تحديدا تلك القرية التي حدثت فيها من فترة قريبة جرائم كثيرة مختلطة و غالبيتها تنتهي بموت المجرم فيها .
تمر أيام وسط هدوء تام فصوت الصمت لايعلو عليه صوت ينتهي الفصل الدراسي الأول فتبدأ أجواء الإحتفال في تلك القاعة الصغيرة
لكن عندما قاربت الحفلة على الإنتهاء يشق الهدوء صوت اطلاق نار تلاه ....
تابع من فضلك






صباح مشرق بعد جريمة البارحة التي وقعت في إحدى المجمعات التسويقية حيث كانت جثة الضحية تعود لفتاة في السادسة عشر من عمرها تسكن في منطقة محيطة بالمجمع مع جدتها بعد أن توفي والديها في حادث سير منذ أن كانت في الرابعة من عمرها تدعى جمانة .
كانت تلك هي أخر المعلومات التي توصل لها رجال الشرطة بعد بحث دام لساعة متأخرة .
فهاهي المدينة تستيقظ على خبر تعجب له الجميع فالخبر كان معلنا عن وفاة ذلك القاتل بعد أن اكتملت الأدلة ضده .
حاول الهرب لكن بعد أن تجاوز منتصف الطريق لم ينتبه إلى تلك السيارة التي شقت الظلام بأضوائها لينقل إلى المشفى التي أعلنت وفاته بعد سويعات قليلة كان ذلك في الثالثة فجرا .
هدوء أصبحت القرية تعيش فيه بعد هدوء الأوضاع .......
تمر الأيام على نفس الهدوء المعتاد فاعادت المدينة إلى أوضاعها الطبيعية .
بدء صوت ضحكات الأطفال يعود إلى المدينة وبدأ العمل و الجد يعودان .
تلك هي الحياة التي اعتدنا عليها .
لكن يبدأ فصل الشتاء يحل المساء بنسمات هدوءه ببرودة معلنة عن بدء فصل الشتاء .
بالطبع أجواء الشتاء لها بصمتها الخاصة مميزة من الملابس و الأجواء و غيرها .
قطرات مطر متساقطة الجميع حول المدفأة فدرجة  الحرارة منخفضة
مساء بارد قارس الجميع معتكفون في المنازل الشوارع خالية من المواطنين .
تمر الأيام وتأخذ دورتها المعتادة ولا جديد
صباح بنسمات هواء معتدلة الشمس مشرقة كقرص مشتعل في تلك السماء الصافية  .
تتسلل الشمس إلى منزل رامي فيستيقظ و يوقظ زوجته نور لتعد الإفطار فيذهب رامي لإيقاظ ابنتيه رسيل و أحلام .
فاليوم يوم مختلف مع بداية إجازة منتصف العام على مائدة الإفطار يجتمع رامي بزوجته نور و ابنتيه رسيل ابنة الخمسة عشر عاما و أحلام ابنة الثلاثة عشر عاما وسط أجواء من المزاح و المرح .
قرر رامي أن يقيم حفلة نجاح بمناسبة تفوق ابنتيه فاتفق الجميع على ذلك .
وبعد انتهاء الإفطار حجز رامي قاعة على موعد يكون بعد غد لينهي الجميع التجهيزات .
وبالفعل بدأ التجهيز فبعد العثر ذهب الجميع إلى مركز التسوق فبدأت بقسم الملابس فاشترت رسيل فستانا بأكمام ذي لون بني يتوسطه حزام ذو لون أبيض به وردة في المنتصف ذات لون بني .
أما أحلام فاختارت فستانا قصيرا بلون برتقالي مع بنطالا قصيرا لونه أبيض أما نور فاختارت فستان لونه أزرق معه جاكتا سكري ثم خرج الجميع من مركز التسوق بعد أن تأخر الوقت .
في صبيحة اليوم التالي الذي انتهى في تجهيز القاعة و ترتيبها وتنسيق مستلزماتها .
انتهى اليوم في إعداد القاعة لتظهر بأبهى صورة بعد جهد و تعب انتهى به اليوم .
صباح اليوم الذي أعدت له أسرة رامي للحفل وضعت اللمسات النهائية فانتهوا منها قبيل الظهر .
عاد الجميع إلى المنزل فاجتمعوا على مائدة الغداء بمناقشة أخر التجهيزات ثم ذهب الجميع لينال قسطا من الراحة .
بعد العصر ......
قبيل غروب الشمس تجهز الجميع فارتدت كلا من نور و رسيل و أحلام فستانها و وضعوا بعض مساحيق التجميل فظهروا في أجمل صورة .
أما رامي فارتدى بدلته الجديدة ذات لون أسود التي أظهرت أناقته بسوادها اللامع .
توجه الجميع إلى قاعة الإحتفال حيث بدأ المدعوين بالوفود إلى قاعة الإحتفال و بدأت تباريك النجاح تحل عليهم في القسمين بدأت أجواء الإحتفال و البهجة ترسم في القاعة وسط أجوائها الدافئة التي كانت عكس الخارج ذو الجو البارد .
أوشكت الحفلة على الإنتهاء و بدأ الجميع في الخروج حتى أوقفهم صوت تلك الرصاصة المنطلقة تلا ذلك الصوت صوت تحطم الزجاج في مكان قريب .
حالة فزع و ضجيج خيمت على قسم النساء مع بكاء الأطفال أما في قسم الرجال قسموا أنفسهم فقسم تفقد القاعة و قسم أخر ذهب ليتفقد المكان في الخارج .
وسط أجواء الزحام و الضجيج يدخل شخص القاعة يسأل الضيوف عن رامي كي يبارك له نحاح ابنتيه بعد أن أرشده أحد الضيوف إلى مكان رامي رامي المتواجد في آخر القاعة فكان يقف عند الزجاج المحطم و يتكلم في الهاتف يطمئن على زوجته و ابنتيه .
انتظر ذلك الرجل رامي حتى ينهي مكالمته فسلم عليه و أعطاه ظرفا وانصرف .
فتح رامي الظرف اعتقادا منه أن أحد المدعوين تعذر عليه المجيء فارسل إليه يخبره :
انتبه على نفسك و ابنتيك فالعمر يمضي و البقاء ليس مضمون مع تحياتي .
بدأت الشكوك تتسرب إلى نفس رامي و بدأ يفكر في مضمون الرسالة في نفس اللحظة بدأ المدعوين بمغادرة القاعة فحاول رامي إخفاء علامات الإستغراب التي كانت ممزوجة بعلامات القلق فمحاها تماما .
ودع الجميع ثم حضر أخيه ريان يطمئن عليه بوجه لا تقل علامات القلق التي رسمت عليه من العلامات التي رسمت على وجه أخيه فتأكد الأثنين  أن كلا منهم يخفي شيئا على الأخر بل شك رامي أن الرجل سأل على ريان هو الأخر و أخبره شيء .
بادر ريان بسؤال رامي هل عثرتم علي شيء ؟
فبدأ رامي قائلا : بعد جولة تفتيشية في القاعة وجدنا في آخرها تحديدا عند النافذة القريبة من الباب زجاج محطم و إلى جانب الباب رصاصة ثم حضر شخص أعطاني جوابا و انصرف وهذا هو الجواب .
أخرج الجواب من جيب سترته و أعطاه ريان الذي قرأه سريعا مما زاد من قلقه فسأله ما مواصفات ذلك الرجل ؟
شرع رامي يصف الرجل لريان فتأكد له أنه نفس الرجل الذي بحث عنه ثم قال لريان : خف على أخيك و أسرته إن كنت تحبهم .
غادر رامي و ريان القاعة وكل منهم يملأ عقله تساؤلات لم يستطع الإجابة عليها .
دخل كل منهم مع أسرته إلى منزله و استسلم الجميع إلى نوم هانئ عدا رامي و ريان الذي لم يفارقه الكوابيس .
صباح باكر مع شمس تكاد  أن تكون غائمة جزئية بل مع بداية مطيرة جعلت الجميع يعتكف في المنزل .
اجتمع رامي و ريان في محاولة لإيجاد اجابات لتساؤلاتهم لكن كل ماتوصلا إليه أنه قد يكون صاحب شركة من الشركات المنافسة لرامي .
في صباح اليوم التالي ....
يستيقظ الجميع باكرا حيث تفتح المدارس أبوابها قرر رامي أن يصطحب ابنتيه إلى مدرستيهما بنفسه في سيارته و ألا يدعهم يسيرون سيرا كما كانو يفعلوا .
أما من جهة نور فقد نبه عليها رامي أن لا تغادر المنزل إلى أن يتجاوز الجميع مرحلة الخطر .
نفذ الجميع التعليمات بدقة عالية , أما من جهة ريان فقد انتقل مع أسرته للسكن مع رامي في نفس المنزل كي يكون الوضع أكثر أمانا .
تمر الأيام وسط أجواء لا تكاد أن تخلو من الرعب فالإنتظار بالنسبة لهم بمثابة شبح يكاد أن يقتلهم .
تمر الأيام ويعتاد الجميع الوضع الجديد فيذهب كلا من رامي و ريان إلى عمله مصطحبا بناته معه .
إلى أن أتت تلك اللحظة ...
الهاتف في منزل رامي يرن لميس – زوجة ريان – ذهبت إلى السوق لتشتري منه بعض الأشياء الضرورية للغداء , أما نور فكانت في المطبخ التي خرجت منه مسرعة اعتقادا منه أنه رامي من رن على الهاتف .
رفعت السماعة فسمعت صوت المتصلة تقول أن هناك من حاول إجبار أحلام على الركوب في سيارته لكنها صرخت ففر هاربا و أن عليكم الحضور لأخذها قبل أن يتكرر نفس المشهد .

أغلقت نور الهاتف وهي في حالة فزع و رعب فأمسكت هاتفها ترن على رامي لكن ما من مستجيب رنت مرة , مرتين بل عشرات المرات لكن عندما فقدت الأمل أرسلت له تخبره بما جرى و لكن كان جواله مغلقا .
خرجت مسرعة تعدو السلالام عدوا حتى وصلت إلى الباب الخارجي و ما إن وصلت وخرجت منه حتى وجدت من رش عليها مادة تفقد الوعي .
الساعة تشي إلى الثانية عشر معلنة عن منتصف اليوم  إنه الموعد الذي تخرج فيه رسيل و أحلام و ينتهي عمل رامي و ريان .
هاهو رامي يخرج من الشركة ليمر بمدرسة أحلام و من بعدها مدرسة رسيل وفي الوقت نفسه تعود لميس إلى المنزل ليتفاجأ الجميع بغياب نور لكن الشيء الملفت للإنتباه حقيبة نور الموجودة عند الباب الخارجي .
تذكر رامي هاتفه المغلق فذهب ليضعه في الشاحن فتفاجأ بماكالمات نور و رسالتها التي تخبره بما حدث مع أحلام فيذهب لابنته فيسألها إن كان حدث معها شيء من ذلك فتنفي ما أخبرها به .
حالة فزع و رعب بعد أن تأكد رامي من خطف زوجته لكن من وراء ذلك .
ارتمى على السرير بجسده وجلس يفكر إلى أن دخل عليه ريان الذي وصل متأخرا فسأله عن زوجته ؟
بعد مرور دقائق.........
أجابه رامي بأنها خطفت , في نفس الوقت رن جوال رامي نظر إلى المتصل بتأفف فوجده رقم مجهول فقرر أن يجيب .
فبدأت المحادثة ..........
رامي : ألو
مجهول : أهلا رامي ...... أهلا بصديقي العزيز
أحس رامي بأن الصوت ليس غريبا فبادر بسؤاله : من أنت ؟أجابه صاحب الصوت : أنسيت .... أنسيتني بهذه السرعة ... أنا صديقك الجامعي ...صديقك الذي حطمته , أفلسته , دمرت مستقبله أنسيتني أنا خاطف زوجتك .
تأكد رامي من صاحب الصوت فنزلت دموعه لأنه لم يتوقع أنه من فعل ذلك .
نعم إنه صديق الدراسة و صديق الجامعة أعني فارس رشدي ذلك الصديق هو صديقه لكن لما خطف زوجته و الأهم تلك الفدية التي طلبها ألا و هي خمسمئة ألف فدية لنور .
جهز رامي المبلغ و الحزن يملأ قلبه ......
ارتمى على السرير وهو يفكر في صاحبه والحال التي وصل إليها كيف أتاه القلب أن يفعل ذلك بصديقه ؟ ماذا عن الماضي ؟ هل نسيه ؟ كيف ينساه و هو ذاك الصديق الذي كان يلقبه بصديق الطفولة و الأخ .
يرن هاتف رامي لينزعه من وسط أفكاره من رقم مجهول لكن رقم مختلف عن ذلك الرقم حتى الصوت مختلف عن فارس صديقه .
ليذكره بموعد تسليم الفدية في يوم الغد بعد منتصف الليل و أن لا يصطحب معه أحد أو أفراد الشرطة فوافق على ذلك .
أمضى رامي ليلته يفكر في مصير زوجته و في مقابلته لصديقه بعد مرور هذه السنين ولم يجافيه النوم تلك الليلة .
بعد منتصف الليل أدركه النوم بعد التعب فغطا في نوم عميق , تدق الساعة معلنة عن وقتها الذي يشير إلى التاسعة صباحا .......
بجسد متثاقل ينهض رامي من سريره اتجه إلى دورة المياه و بدل ملابسه و اتجه إلى باب الشارع دون أن يتفقد ابنتيه أو أسرة أخيه و توجه إلى شركته و تفكيره مع زوجته .
ذهب إلى هناك حيث مقر شركته دخل المكتب بوجه جامد خال من أي تعبير و بدأ بتجهيز المبلغ المطلوب .
ما إن انتهى حتى وضع رأسه على مكتبه فغفا للحظات , لكن لا يهمله القلق أينما ذهب فيذهب معه , رن هاتفه فتناوله مسرعا دون أن ينظر إلى المتصل .
بدأ الحديث الذي كان على الطرف الأخر قائلا : لم أرد أن أزعجك فقد أحسست أن زوجتك اشتاقت إلى ابنتيها فأحضرتهم لها , اتصلت لأبلغك بأن المبلغ قد زاد الضعف و رفقا بك سنمهلك إلى اليوم الغد في نفس الموعد .
وأغلق هاتفه .
بدأت التساؤلات تملأ عقل رامي
إلى متى سيظل هذا الوضع ؟ من سيخطف مجددا ؟ لماذا يفعل معه كذلك ؟
ما كان على رامي إلى أن يبدأ في مضاعفة المبلغ فاتصل على أخيه ليساعده .
وبعد ساعات قد أتم المبلغ .
أمضى باقي يومه يفكر في مصير زوجته و ابنتيه , و صديقه و حاله وإلى ماذا يهدف بخطفه زوجته و ابنتيه ؟
كل هذا ستفصح عنه الساعات القادمة ......
استيقظ في اليوم التالي على نفس التوتر حتى يأتي منتصف الليل فيرن هاتفه .
صوت غريب هذه المرة يخبره بأن هناك سيارة تنتظره في الأسفل و أغلق الهاتف .
في رعب شديد يجتاز رامي درج منزله ليرى سيارة سوداء خرج منها رجل لا تكاد ملامحه أن ترى فسأله أنت رامي أمين ؟ أجابه بتأكيد كلامه .
ركب معه السيارة فخدره كي لا يرى الطريق .
بعد دقائق قليلة كانت السيارة قد توقفت أمام مبنى فأيقظ الرجل رامي الذي أفاق في ذعر شديد فحمل حقيبته و خرج كما أمر .
دخل الجميع المبنى و صعدوا السلالام إلى أن توقف في الدور الثالث الذي كان يحتوي على ثلاثة أبواب فدخل من الباب الأوسط .
بعد أن دلف إلى الداخل أمره الرجل أن يدخل من ذاك الباب القريب للغرفة وانصرف .
دخل منها رامي و مازالت حالة الرعب مسيطرة عليه و تفكيره لا يتوقف , كيف له أن يقابل صديق طفولته كما كان يسميه بعد أن خطف زوجته و ابنتيه هاهو جالس في منزله في انتظاره .
مضت دقائق قليلة حتى دخل فارس الغرفة فصدم رامي لرؤيته بعد أن سائت حالته .

حالة من الصمت خيمت على المكان فرامي مصدوم و فارس وجهه جامد خال من أي تعبير حتى بدأ فارس الحديث قائلا : أين المبلغ ؟
أشار رامي إلى حقيبته بجواره قائلا هاهو المبلغ .....
سكت قليلا فخانته الدموع قائلا لماذا يا فارس ؟ لماذا ؟ ماذا فعلت لك ؟
ضحك فارس من حال صديقه قائلا : كل هذا و لم تفعل ! قضيت على عملي و لم تفعل سلبتني عملائي , تراكمت علي الديون بسببك .
سكت قليلا ثم أردف قائلا :
كهرتك بعدها و خططت لنيل منك فالذي فعلته معك ما هو إلا خطوة أولى للقضاء عليك .
قال رامي بصوت مبحوح : لما كل هذا الحقد ؟ لماذا فكرت في الإنتقام مني بدلا أن تفكر كيف تعيد عملك إلى وضعه ؟
أجابه فارس ببرود بعد أن أمر بإحضار زوجته و ابنتيه لإني أكرهك , أكرهك من زمن بعيد منذ أن كنا أطفالا دائما تكون أنت الأفضل مهما حاولت و صنعت فأنت الأفضل مهما حصل , دائما تحظى باحترام الجميع و لا أحظى بسوى المقارنة بيني وبينك .
بحركة سريعة أخرج رامي مسدسه من جيبه بعد أن اطمئن على أسرته فبدأ حديثه موجها أياه لفارس قائلا أمثالك لا يستحقون العيش و كاد أن يغادر موجها مسدسه نحو فارس .
هم أن يغادر فاستدار بجسده فأمسك فارس بمسدسه و أطلق عليه الرصاص فأصبته رصاصة في ظهره مما أدى إلى سيلان الدم منه وأغمي عليه .
صرخت أحلام و رسيل بصوت عال أما نور فأدخلت يديها في جيب زوجها و طلبت الإسعاف و من ثم الشرطة .
حالة من البكاء و الفزاع أصابت نور و ابنتيها إلى أن وصلت النجدة الي ألقت القبض على فارس و نقلت رامي إلى المستشفى .
تذكرت نور ريان فهاتفته رغم  تأخر الوقت لحسن حظها أنه كان مستيقظا فبمجرد أن أخبرته فخرج مسرعا إلى هناك .
هناك في المستشفى في ذاك الجو البارد تجلس نور بجانب ابنتيها المذعورتين بدموع لا تتوقف .
رامي في غرفة العمليات منذ أكثر من ساعتين ريان يروح و يجيء خائفا على أخيه .
بعد مرور قرابة الثلاث ساعات على دخول رامي غرفة العمليات يخرج الطبيب ليسأله ريان عن حال أخيه فيجيبه الطبيب أنه سيصبح بخير إذا مرت الأربع و عشرين ساعة القادمة عليه و هو بخير و استئذن منهم و انصرف .
أحس ريان باحساس غريب من كلام الطبيب و كأنه أود الفصح عن شيء لكن منعه شيء .
ذهب ريان إلى الطبيب في مكتبه و طرق الباب ثم إلى الداخل عندما سمع الموافقة على دخوله ثم سأل الطبيب عن حال رامي .
أخذ الطبيب نفسا عميقا ثم بدأ الحديث قائلا :
إن إصابة رامي كانت في العمود الفقري أي أن إصابته كانت خطيرة ثم صمت فكانت بداية غير مبشرة لريان .
ثم أردف الطبيب قائلا : بأن رامي قد أصيب بشلل في قدمه اليمنى نتيجة الإصابة , لكن لحسن حظه أن هناك مشفى في فرنسا يهتم بمعالجة مثل هذه الحالات .
صدم ريان من كلام الطبيب فما توقعه كان غير ذلك عن حال أخيه .
تساءل ريان عن الموعد و الإجراءات اللازمة للسفر و التكاليف .
أجابه الطبيب أن عليه السفر في أقرب وقت لكن السفر يلزمه موافقة رامي و توقيعه على بعض الأوراق فوافق ريان فلم يجد حلا آخر .
لكن يبقى السؤال الأصعب من الذي سيخبر رامي بعدما يفيق من التخدير ؟ و ماهي ردة فعله هل سيوافق ؟
في تلك الأثناء خرج رامي من غرفة العمليات و مازال تحت تأثير المخدر بعد الإصابة .
نقل إلى غرفة العناية المركزة و منعت عنه الزيارة , لكن كان هناك زجاجا يطل على غرفته يقف عنده زوجته نور و ابنتيه داعين الله أن تمر الأمور على خير .
في تلك اللحظة انضم إليهم ريان و تفكيره منشغلا بأمر واحد فقط هو أسرته و رامي هو الأهم  كيف سيخبره بما علمه ؟

 لكن ما من مفر فمصيره هو و أسرته أن يعلموا بما حدث , فقبع معهم خلف الزجاج و هو يتأمله بعدما علم بما حدث له .
فجأة رأه يستيقظ ففرح الجميع أنه ما زال على قيد الحياة , فأصرت نور على الدخول عنده من دون أن تزعجه فخرج الطبيب على صوتها حيث رأهم يتجادلون فما زالت عند اصرارها رغم منع الطبيب لها هو و ريان .
فوافق الطبيب على الدخول عنده فدخلت إليه بدموع الفرح و البهجة و الأمل في أنها لم تفقد نصيرها و سندها في هذه الحياة .
الصمت هو سيد الموقف لكن العيون و النظرات كانت تعبر عن مكنون القلوب .
دخل الطبيب ليطمئن على صحة رامي لكن لم يستطع أن يخفي نظرات الإشفاق المنبعثة من عينيه فأحس رامي منها أنه أصابه مكروه .
بادر رامي بسؤال الطبيب عن قدمه اليمنى التي لم يشعر بها ؟
تفاجأ الطبيب ففي تلك اللحظة نظر الطبيب و ريان إلى بعضهما نظرات لم يفهمها سواهم .
فتأكد رامي مما كان يشعر به أما نور فقد نظرت إلى الطبيب وقالت له : لما لا تجاوب على رامي أيها الطبيب ؟
بلع الطبيب ريقه قبل أن يبدأ بحديثه : رامي أنت أتيت إلى هنا و أنت مصاب برصاصة دخلت إلى عمودك الفقري , فكانت إصابتك بالغة لكن لحسن الحظ أنك لم تتأذى سوى .... وسكت الطبيب
فهم رامي ما كان الطبيب ينوي قوله عنده نزلت دموعه وهو يقول سوى قدمياليمنى التي أصيبت بالشلل أليس كذلك أيها الطبيب .
صدمت نور لما سمعته منذ قليل فلم تصدق ما سمعته منهم فنظرت إلى الطبيب لترى في وجهه ما يؤكد صحة قول رامي .
صرخ رامي بهم أريد أن أكون بمفردي لكن قال له ريان هناك إمكانية لسفرك إلى فرنسا للتعالج و تعود أحسن مما كنت عليه .
فصرخ بهم رامي لا أريد السفر ...... لا أريد أي شيء .... أخرجوا .


صدم الجميع من ردة فعله لكن قرروا أن يتركوه لوحده حتى يستوعب الحال الجديد الذي أصبح يعيشه .
تلك الليلة قضاها رامي في غرفته يفكر في حاله فالصدمة كانت كبيرة عليه لكن هل سيتحمل ؟ هل سيتحمل من حوله وضعه أم سيتركوه ؟
لا لم يستطع تخيل فكرة أن يعيش وسط أجواء الشفقة ......
أجل التفكير في الأمر حين عودته إلى منزله .....مكث رامي يومين في المستشفى يخضع فيها لعناية دقيقة , لكن كل تفكيره كان في مصيره هل يسافر ؟ أم يبقى و يبتعدد عن ما حوله ؟ لكن هل سيستطيع العيش بمفرده ؟
في صباح اليوم الثالث من تلك الحادثة وافق الطبيب على خروج رامي من المستشفى بشرط أن يلزم الراحة في بيته .
قضى يومه في غرفته رافضا أن يتحدث أو يفعل أي شيء حتى الخروج و الجلوس مع الأسرة خارج غرفته .فكر رامي كيف له أن يحمي أسرته , فقرر أنه لن يستطيع بعد إصابته لذلك قرر أن يبعد عنهم فهو لن يرضى أن يكون حملا ثقيلا على أسرته .
هاتف ريان وأخبره بقراره وأخبره أن يحجز له على فرنسا ويتمم له إجراءات العملية .بعد قليل هاتفه ريان و أخبره أن الطبيب أنهى كل شيء متعلق بالمشفى هناك وأنه تم حجز تذكرة له على طائرة مقلعة في الغد .لم يصدم رامي من تلك السرعة لكن نبه على ريان أن لا يخبر نور و ابنتيه بسفره .نام الجميع الذين لم يدركوا أنها آخر ليلة يقضونها برفقة رامي .أتى ريان على الموعد واستقل رامي كما أتفقا على أن يمكث هذه الليلة في شقة مفروشة فهو لا يريد أن يرى لحظة الوداع .
سافر رامي إلى فرنسا و خضع لعملية جراحية هناك في الوقت نفسه استيقظت الأسرة على اختفائه فلاحظت نور تلك الرسالة على مكتبه يخبرها فيها أنه بعد قليلا كي يراجع حسابته , كي لا يكون عبئا على أحد, نزلت دموع نور التي ظنت أنه لن يعود فتذكرت أجمل الذكريات بينهما بل عادت إلى يوم الحفل ذاك اليوم الذي احتفل فيه بنجاح ابنتيه .
على الجانب الآخر أعني رامي بدأت حياته من جديد بعد نجاح العملية فكان يسير في البداية بمساعدة شخص ثم عصا إلى أن تمكن أن يسير بمفرده , عندها قرر أن يبدأ حياته هناك .
فبدأ البحث عن صديق له اسمه أمجد سافر منذ زمن وبدأ مشاركته على أمل النسيان .
قلوب عشقت بعضها
وعند إصابتها قررت البعد
كي لا تحس بالندم لحبها
لكن كيف لها أن تنسى
أحبة سهرت معها الليالي
كيف لها أن تنسى
و صور الماضي أمامها

بعد مضي سنين في الغربة قرر رامي أن يعود إلى الحضن الدافي , إلى منبع الحنان , إلى زوجته وابنتيه .
فسافر إلى وطنه والحب و الشوق يملأنه ليضع قدميه على وطنه ليتنفس ذلك العبق الذي اعتداه فيعود إلى منزله مسرعا ليجد باب منزله مفتوحا فيدخل ليصرخ الجميع بفرحة سواء رسيل و أحلام أو أسرة ريان لتستيقظ نور من نومها فتجد رامي قد عاد فتنزل دموع الفرح
بصمت لكن تتابدل العيون لغتها لتعبر عن أسف و شوق ويعود عبق تلك الأسرة ينتشر في الأرجاء بعدما تلاشى منذ سنوات .
·        النهـــــــــــــــــــــــــــــــاية *




شارك:

Sara

خصصنا وقــتــنـا وجــهـودنـا مـن أجــل خـدمــتــكـم وتـعـزيــز روح الـتـعـاون فـيــمـا بـيـنـكـم ؛وبــكـم ســنـكـون فــي الــمــقــدمــة بــإذن الله

0 تعليق على موضوع " في الدقائق الأخيرة من الحفل "

شروط التعليق :
■ يجب على التعليق أن يكون بلا روابط إشهارية
■ لاستعمال خط عريض ضع الكود : النص هنا...
■ لاستعمال خط مائل ضع الكود : النص هنا...
■ لإضافة صورة ضعها بهذا الكود : ... رابط الصورة هنا ...

الإبتسامات إخفاء