نحو الطريق المجهول

نحن شعب نحب التمرد ونعشق المجهول نسير دائما خلفه مع أننا لا ندري ما هو ؟ وقد يكون سرابا نسير خلفه حتى لو كان نهاية الطريق مقطوعا حتى لو كنا نعلم ذلك . سامي شاب متمرد يعشق التمرد عاش في الحياة بمبدأ عيش اللحظة لكن أتى اليوم الذي غير حياته ما هو ؟ لن أخبرك الصفحات التالية ستخبرك

نسمات الهواء تداعب الأغصان وصوت الفجر يشق صمت الليل ويزيح ظلامه وتتضارب أشعة الشمس على زجاج النافذة حتى تتمدد على وجه سامي ذو البشرة القمحية وشعر بني فاتح وعدسات خضراء .

صوت المنبه يرن لينهض سامي ويمشي بجسد متثاقل يتجهز لينزل إلى جامعته كان في قسم العلوم يسكن في عامرة خاصة بالطلبة هاهو نزل برفقة صديق دربه رامي يذهبا معا كما تعودا ككل يوم .

بعد الظهيرة وقت اشتداد الشمس بحرارتها يتنقلا رامي وسامي بين الموصلات كي يذهبا لأول محاضرة في عامهما الجديد بعد أن انتهى العام الأول بتفوق وكان تقديرهما جيد جدا بمرتبة الشرف تعاهدا هذا العام أن يكون التقدير امتياز بمرتبة الشرف . في تمام الثانية وعلى موعدهما دخل كلا منهم إلى محاضرته التي ستنتهي في الرابعة عصرا انتهى اليوم وعادا إلى العمارة لكن سامي قرر أن يذهب إلى المكتبة ليشتري كتابا يخص البحث الذي طلب منه .

أخذ يتنقل بين الرفوف بحثا عن كتابه يدور حتى وجد كتابا شده بعنوان لغز حير العالم بدأ يقلب صفحاته وبدأ يقرأ وكلما قلب صفحة زاد حماسه لاحظ أن الوقت تأخر فأخذا هذا الكتاب مع الكتاب الذي يريده وغادر متجه إلى غرفته .

وضع الكتابين على مكتبه وبدل ملابسه و بدأ يتصفح الكتاب الخاص بموضوع البحث وبدأ يضع الخطوط تحت جزيئاته الهامة حتى أنهى قرابة العشرون صفحة فوضعه بجانبه

وألقى بجسده على السرير ليرتاح من يوم متعب كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة . قرر أن يتصفح ذاك الكتاب و يعرف ما هو ذاك اللغز ؟ وما سره الذي جعل الجميع لا يستطيع حله؟ بدأ يقرأ في صفحاته كان الكتب يتحدث على أن هناك مدينة تقدم لسكانها ما يحتاجونه مقابل العمل من الشباب و الدراسة من الأطفال يعيشون في ود و وئام لا محل للحقد بينهم يعملون في صمت وهدوء لكن ما ينقص هذه المدينة أنهم يعيشون حياة بدائية .

لا مكان للتطور عندهم والمطلوب أن تبحث عن ذلك المكان ؟ أثار ذلك حماس سامي يريد أن يكتشف تلك المدينة أين تقع ؟ حتى لو كلفه ذلك الكثير قلّب صفحاته وبدأ يقرأ محاولات أولئك الذين حاولوا أن يكتشفوا تلك المدينة لكن إلى هذا الوقت لم يكتشف أحد هذه المدينة .

أغلق سامي الكتاب وقرر أن يبحث عن تلك المدينة لكن بعد انتهاء العام الذي أوشك على نهايته .

في هذه الأيام استعد سامي لاستقبال الاختبارات النهائية ولم يفكر بشيء سواها فهو يريد الامتياز كما تعاهد مع صديقه بداية العام .

أخيرا أتى أخر يوم من الاختبارات النهائية الذي انتظره سامي و رامي بفارغ الصبر عاد كل منهم إلى غرفته في نهاية اليوم .

وفي المساء نزل سامي برفقة رامي الذي قرر أن يحتفل بانتهاء العام الجامعي الثاني وبينما هما جالسان يتحدثان بعد العشاء قرر سامي أن يخبر رامي بقصة الكتاب فتحمس كليهما وبدأ يقرأنه سويا حتى وصل إلى الصفحة الذي تحوي معلومات عن تلك المدينة .

فبدأت غريبة وغير مفهومة بالنسبة لهما فلقد ذكر الكاتب أنها " موجودة في كل مكان فالبشر هم من يحددون مكانها تظهر وتختفي حسب الأوقات والضغوط الذي يعاني منها البشر " لم يفهم رامي و سامي أي شيء من تلك الكلمات فكيف لتلك المدينة أن تظهر و تختفي وكيف للبشر أن يحددوا مكانها .

فقرر أن يبدأ في التجول في مدن البلاد ويرو خصائص كل مدينة وبالفعل قرروا أن يبدأ في الغد بمدينتهم فكل ما فهمها أن صفات البشر تتأثر بها المدينة .

صبيحة أول أيام الإجازة ....... استيقظا الصديقين باكرا وبدأ بالتجوال في المدينة و دراست خصائصها ثم العودة إلى غرفتهما ومقارنة ذلك بكلام الكاتب , تحولت حياة الطالبين من روتين ممل لشيء فيه نوع من الإثارة .

مر شهر وهم على هذه الحال بل زادوا إصرارا عن السابق حتى أتى يوم يزورهم صديق دراسة قديم لهم اسمه حسن تفوق عنهم في المرحلة الثانوية فدخل كلية الطب كان يتميز بذكاء فريد .

قرر الصديقان أن يعرض عليه الكتاب فوافق وبدأ بقراءته بصوت يكاد مسموع حتى وصل إلى نفس الصفحة التي وصل إليها صديقيه و أكمل وقد بدأت عليه ملامح الفهم فأغلق الكتاب وابتسم ابتسامة نصر .

فسألاه صديقيه باستغراب هل عرفت الحل ؟ فأجابهما نعم إنها مدينتي بل جميع المدن في العالم بدأت ملامح الاستغراب على سامي و رامي فأردف حسن قائلا لو فكرتما باللغز بطريقة أخرى فستجدانه يقول إن المدينة تظهر و تختفي و أن الناس هي من تحدد مكان ظهورها فإن أتينا لواقعنا فسنجد أنه لا يوجد لها حل سوى حل واحد . فسألها ما هو ؟ أجاب قائلا إنها أخلاق الناس فإن كانت حسنة مبتعدون عن الحقد و الحسد و الجميع يعمل في صمت فسنجد أنفسنا نعيش في ود و وئام .

امممم أنها حقا هي و ماذا عن أنها تعتمد على الحياة البدائية ؟ صديقيا أن الكاتب لم يقصدها حرفيا بل قصد أن نحسن التعامل مع التقنية و الوسائل المتطورة فهي كل مدينة على الأرض لكن إن تصرفت حسب الشروط .