كنتُ جالسةً أسامرهْ ، نتذكر ذكرياتٍ مضى عليها سنواتٍ و سنوات .... وفجأةً أخرجٙ يداهُ من مخبأها وبدأ يتحسس الطريق ، يمشي بين الناسِ و مازال يتلمس بيديه ولو أتيحت له الفرصة لكان لامس التراب الذي يمشي عليه الناس .
بعد مرور لاحظاتٍ على تلك الحالة الغريبة التي أراها اتجهتُ إليه وقلت له : مابك ؟ أدار وجهه عنّي ، مسكتُ وجهه وإذا بي أرى الدموعٙ في عينيه ورسمت طريقها على خدوده الوردية .
أعدتُ سؤالي قلبي مابك لما أراك هكذا ؟ وسط فرح الناس بنا ووسط الضحكات وأجواء الاحتفال تبكي ؟
قال لي بعد أن هدء بكائه بل أنا سعيد لكنّ دموعي بسبب الذكريات التي بدأت تقتحمني ، على أولئك الذين طرقوا بابي وبداخلي جلسوا ، للذين عندما رأوا دمعي مسحوه ، وعندما رأوا بسمتي مسكوا أقلامهم وزدوها ، لذلك الذي تعلمتُ منه الإصرار وعدم السقوط عند أول صخرةٍ تعثرتُ بها ، لذلك الصديق الذي سار معي طريقاً بدأته من اثنتا عشرة سنة ورأى عيوبي وحاول أن يصلحها وكان لي أخاً وصديق ، لكل شخصٍ فرح لنجاحي .
أعرفت سر بكائي ؟! 😿
مشكلتي ليست في الموطن ولا التغيير بل مشكلتي في أولئك الناس الذين تعلّقتُ بهم وتعاهدنا أن نكمل الطريق ، أعرف أنّ الأيام فرّقتنا وقد أُقابل من هم أحسن لكن سأظل أشعر بنقصٍ في داخلي لن يملؤه شيءٌ سوى مقابلتهم ورؤيتهم مجدداً .
0 تعليق على موضوع " كنت أسامره .. وفجأةً "
شروط التعليق :
■ يجب على التعليق أن يكون بلا روابط إشهارية
■ لاستعمال خط عريض ضع الكود : النص هنا...
■ لاستعمال خط مائل ضع الكود : النص هنا...
■ لإضافة صورة ضعها بهذا الكود : ... رابط الصورة هنا ...
الإبتسامات إخفاء