بدأ الظلام يكسو الكون ونسمات الهواء بدأت تتحرك و تهز أغصان الشجر التي تصدر صوتها المميز .

كنت أتمشى في الغابة في ذاك الوقت أحب أن انفرد بنفسي كثيرا بعدما يخلد الجميع للنوم في قريتنا , أحب أتأمل كثيرا , توقفت فجأة عن السير ورحت أتأمل ذاك النور اليسير القادم من بين الأشجار ليشق طريقه في الظلام بخفة لا يريد أن يزعج بها سكان القرية , وتابعت السير للبحث عن مصدر تلك الإضاءة فوجدته القمر يضيء وهناك على الجانب الآخر طفلة صغيرة تتأمل السماء والنجوم التي تبرز فيها وكانت تردد جملة واحدة سأكون هناك ذات يوم استغربت من تلك الجملة فذهبت إليها وجلست إلى جانبها فوجدته طفلة صغيرة تجاوزت الثامنة بقليل سألتها عن سر تلك الجملة فأخبرتني السبب الذي داعها لتقول ذلك .
تابع من فضلك

أجابتني أنا اسمي رغد لدي حلم أنا أصبح مشهورة في العالم لكن صديقاتي دوما كنَ يسخرنا مني .
سألتها بلا اهتمام وما هو حلمك ؟ عندما سألتها اعتقدت بأنها ستخبرني  باجابة كالتي اعتدت أن أسمعها من الأطفال في مثل عمرها .
لكن قالت لي أريد أن أتخصص في قسم ابرع فيه لأكون نجمة مشهورة تساعد الناس فدائما ما تستهويني النجوم في السماء.
صدمت لاجابتها قليلا واكتفيت بأن أقول لها إن كان لديك حلم فاسعي خلفه ظننا مني أنها ستكبر وتغير رأيها .
عدت إلى منزلي ولم أعر لحديث رغد اهتمام .
بداية صباح جديد ,
أشعة الشمس تتسلل من بين طيات الظلام لتنير العالم بآسره , إنه آخر يوم في عطلتي بعد تناولي الفطور ذهبت إلى المدينة حتى أحجز تذكرة قطار لحسن حظي أنني وجدت تذكرة موعدها الخامسة عصرا فحجزتها عدت إلى منزلي وبدأت بترتيب حقيبتي و أغراضي التي ستلزمني في الطريق ,انتهيت من كل شيء الساعة الرابعة عصرا .
توجهت إلى نافذتي وراح بصري يتأمل الطرقات , لا أصدق أنني في كل مرة أضطر أن أفارق قريتي التي أحبها بسبب الدراسة .
حملت حقيبتي من على سريري وخرجت فأخذ الحقيبة من يدي أخي وأنزلها دخلت لأمي التي كانت تجلس في غرفتها سلمت عليها وقبلت يديها وتحررت الدموع من أعينينا وكأنها كانت سجينة بالداخل , خرجت من المنزل اجتاحتني رغبة قوية في الذهاب إلى الأعلى .
صعدت وراحت عينيا تتأمل القرية على نحو أشمل تأملت الطرقات وكأنني أراها للمرة الأولى .
نزلت للأسفل وجدت أن السيارة التي اتفق معها أخي على أن تقلني لمحطة القطار قد وصلت فتحت الباب - وكما اعتدت أنا وأخي كلما غادرت من العام الماضي للجامعة- اجتماع أهل القرية حول أخي وعلامات التي الحزن التي سطرت على وجوههم, استغلت سلام أخي على المجتمعين حوله وكما اعتدت نظراتي أمي لي من نافذة غرفتي والدموع تملأ وجهها ثم دخلت سريعا عندما رأتني انظر لها .
ما أصعب تلك اللحظة على قلبي لكن كما يقولون المستقبل هو من يحكم في النهاية .
انطلقت السيارة في طريقيها اسندت رأسي للزجاج بعد أن فضلت أن أجلس في المقعد الخلفي. مسحت دموعي وبدأت ذكريات الاجازة تتدفق إلى عقلي من ذاك اليوم أعني اليوم الأخير من الاختبارات النهائية عندما ودعت صديقاتي بعد أن انهينا فرحتنا سويا بانتهاء العام الثاني لنا معا , ذكريات وذكريات مرت بعقلي انتهت عندما سمعت طرقات أخي على زجاج النافذة وهو يقول لي بأننا وصلنا نزلت أنا وحقيبتي واتجهنا نحو الانتظار أنا وأخي وما هي إلا دقائق وقد وصل القطار ركبنا سويا كانت الخامسة عصرا عندما نظرت لساعة يدي في نفس الموعد , تثاءبت قليلا فأنا لم أنم لي يومين
فجأة تذكرت رغد وحديثها ابتسمت عندما تذكرته وأحسست بأني سأقابلها يوما ما ودخلت في حالة نعاس شديدة لم أشعر فيها بشيء من حولي.
أشعة تضارب من جديد على زجاج القطار استيقظت وأنا أحاول أن أفتح عيني انظر لساعتي فوجدتها السابعة والنصف نظرت بعدها من النافذة فأحسست أن اقتربنا لكن لما لم نصل إلى الآن .
بادرت بسؤال أخي الذي كان يجلس جانبي فقال لي أن هناك عطل في القطار أخرّنا , وتعب السائق فجأة ما أدى إلى التأخير حتى قدم السائق الآخر .
نظرت إى وجه أخي مجددا فوجدته منهكا يبدو أنه لم ينم حتى الآن .
أحسست باشتياق لمنزلي وأمي وأبي على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي أسافر فيها لكنني لم أعتد الفراق بعد .
توقف القطار أخيرا و الحمدلله , عرفت فورا أننا وصلنا .
وتبدأ بالطبع دائرة كل عام من التعب والجهد ومراقبة الدرجات فهذا العام الرابع لي والأخير كما هو العام الخامس لأخي – آخر عام لي وله – كنت في قسم الصحافة وأخي في قسم الصيدلة .
خرجنا من القطار , ولحسن الحظ وجدنا مواصلات متوفرة.
وبعد نصف ساعة أوصلني أخي لمقر السكان الجامعي الذي أعيش فيه منذ التحاقي بالجامعة ثم ذهب إلى سكن الجامعة الخاص به أيضا .
دخلت غرفتي وتفاجأت بصديقة الطفولة تنتظرني , من فرحتي ألقيت حقيبتي أرضا واتجهت نحوها وتعانقنا .
بدلت ملابسي وارتميت على سريري .
عدت إلى جو المحاضرات والجامعات وذللك النظام الذي يصيبني بالملل لكن أتحمله رغما عني .
أول يوم في العام الجديد ......
الوجوه الذي أراه في الحرم الجامعي كثيرة , منها ما أعرفه من السنوات الماضية لي وأغلبها جديد لا أعرفه , ربما هم دفعة القسم الأول .
نظرت في ساعتي بعدما وصلت وجدت وقتا ليس بالطويل على أولى المحاضرات , توجهت نحو المكان المخصص للجدول وجدت محاضرات ليس بالكثيرة في الأيام لكن وقت المحاضرة الواحدة زاد عن المعتاد .
توجهت نحو المدرج وأنا أدعو الله أن يمر هذا العام على خير .
تمر أيام الجامعة , وكأنها سلحفاة تسير في طريق طويل , لاشيء جديد فكل يوم يمر كسابقه إلى أن أتت اختبارات نهاية الفصل الدراسي .
ذلك الشهر الذي أجلس فيه على أعصابي , لا أهتم فيه بغير شيء .
كنت اخرج من كل اختبار وأدعو الله أن أنجح فقط في المادة .
انتهت الاختبارات وانقضت الاجازة وبدأ الفصل الدراسي الثاني .
لاتغيير في أي شيء سوى أني اعتدت النظام قليلا .
وبعد مرور أول اسبوع ......
كنت نائمة فاليوم يوم اجازة , هاتفي يرن رنات متواصلة لا تنتهي افتح الخط دون ان أنظر للهاتف فأسمع صوت صديقتي نيرمين من قسم العلوم رددت عليها بصوت ناعس ماذا تريدين ؟
أخبرتني دون أي مقدمات بأن النتائج ظهرت , أحسست وكأني سمعت شيئا خاطئ فاعتدلت في جلستي وقلت لها ماذا ؟ ماذا قلتي ؟ النتائج ؟ قالت لي نعم .
قلت هل رأيتي ....؟ لم تدعني أكمل وقالت لي نعم أنت الأولى على دفعتك بتقدير امتياز .
دموعي نزلت فجأة ولم أدر مأأقول ؟ قلت لها شكرا لك .
تذكرت شكلي وأنا أسلم الورقة وشكرت الله زتعهدت أن يكون هذا الفصل أفضل شيء قدمته وبالفعل كان كذلك .
تأتي الاجازة الصيفية ونعود إلى قريتنا ,وصلنا إلى هناك نزلت من السيارة ورأيت وجه أمي في تلك النافذة نفس النافذة التي ودعتني منها آخر مرة بدموعها هاهي تستقبلني بابتسامتها من جديد .
عدت إلى مكاني المفضل من جديد وسط أحضان أمي التي افتقدتها .
بعد مرور عام لم أفارق قريتي فيها تلقيت جوابا بأنني تعينت في أقرب صحيفة من محل اقامتي .
ذهبت باكرا لاستلم وظيفتي وجدت أن أول مهمة عليا القيام بها هي إجراء مقابلة مع الطبيبة المشهورة رغد ياسر .....
قرأت الاسم مرة أخرى وتبادر إلى ذهني تلك الليلة التي رأيت فيها الطفلة .
أيعقل أن تكون هيا ؟
أخذت حقيبتي وتوجهت إلى مقر المستشفى الموجود فعرفتها أول ما رأيتها لم تتغير ملامحها مع كل تلك السنوات وهي عرفتني أيضا قالت لي        
واصلت حلمي حتى وصلت
شارك:

Sara

خصصنا وقــتــنـا وجــهـودنـا مـن أجــل خـدمــتــكـم وتـعـزيــز روح الـتـعـاون فـيــمـا بـيـنـكـم ؛وبــكـم ســنـكـون فــي الــمــقــدمــة بــإذن الله

0 تعليق على موضوع " واصلت حتى وصلت "

شروط التعليق :
■ يجب على التعليق أن يكون بلا روابط إشهارية
■ لاستعمال خط عريض ضع الكود : النص هنا...
■ لاستعمال خط مائل ضع الكود : النص هنا...
■ لإضافة صورة ضعها بهذا الكود : ... رابط الصورة هنا ...

الإبتسامات إخفاء