تدق الساعة الثانية عشر معلنة عن منتصف الليل , بعد يوم متعب أخيرا سأتوجه إلى سريري وأخلد إلى النوم , وضعت رأسي على وسادتي أنظر إلى أخي الصغير أسامة لأجده نائما بعمق وهو يحتضن ملابسه الجديدة الذي سيخرج بها صباحا مع أصدقائه يوم العيد .
أدرت رأسي إلى الجهة الثانية وبدأت دموعي تهطل كالمطر ، صحيح أن جدي وجدتي يسكنان بالقرب منا لكن مع ذك كم افتقدك يا أمي وأبي في مثل ليلة كهذه ، أول عيد سأقضيه أنا وأخي وحدنا دونكما .
مسكت صورة لوالدي أضعها على رف جانب سريري وللحظة شعرت أنهما معي ، أمي رتبت المنزل كما اعتدت أن أراك وجهزت الحلوى يا والدي كما اعتدت أن تجعلها أول  شيء يراه أسامة بعد استيقاظه .
 لم أشعر بشيء من حولي حتى بدأت الشمس ترسل أشعتها وتسللت بهدوء حتى استيقظ , وبالفعل استيقظت وأنا أتثاءب لأجد نفسي احتضن صورة والدي تذكرت عندها ليلة الأمس , أعدتها إلى مكانها غسلت وجهي وتوجهت إلى المطبخ أحضرت كيسا ووضعت فيه الحلوى التي اشتريتها بالأمس والتي أعرف أن أسامة يحبها .
أيقظته وأعطيته الكيس فلم أرغب أن يشعر بأي شيء ينقصه , أعطيته ملابسه بعد أن أعدتها إلى مكانها بالأمس وذهب ليبدل ملابسه , منذ وفاة والدي وهما في طريق عودتهما بعد أداء العمرة منذ ثلاث شهور أحسست أنني والدة أسامة على الرغم أنني أكبر منه بخمسة أعوام , ربما الذي أثر في نفسي هو أن أسامة كان في الثانية عشر من عمره عندما توفيت أمي وكنت أنا في السابعة عشر .
بدل أسامة ملابسه , ضبطت له ملابسه وشعره , وأعطيته قليلا من النقود وضعتها في جيب قميصه , وفي تمام السابعة وكما اتفقت مع أبناء جيراننا بالأمس حضروا ليصطحبوا معهم أسامة .

ألقيت تنهيدة بسيطة واتجهت إلى الغرفة .. كم هو متعب يا أمي ما كنت تقومين به ليلة وصباح العيد , ومع ذلك كانت دائما ابتسامتك حاضرة لا تفارقك , رحمك الله أنت وأبي .
اتجهت إلى النافذة ورأيت الأطفال وهم يركضون وسط الزحام , نساء ورجال وأطفال منتشرين في الشوارع بأعداد كبيرة , الجميع مبتسمين فاليوم لا مكان للحزن أو المشكلات .
بدلت ملابسي التي ارتديها بإحدى الفساتين الموجودة بالخزانة ضبطت شكلي أمام المرآة ثم خرجت من المنزل ,اتجهت إلى بيت جدي وجدتي ثم إلى بنات جيراننا هنأتهم بالعيد , وخرجنا سويا , ذهبنا إلى أماكن كثيرة حتى اشتدت الشمس ومن ثم عدنا بعد أن تواعدنا أن نجتمع في منزلي عند المغيب .
لأول مرة منذ وفاة والدي أشعر بتلك السعادة , شعرت بأنني طير محلق في سماء وردية ,شعرت بأنني مازلت صغيرة في بداية العمر , من حقي أن ألعب وأضحك أذهب هنا وهناك , ذلك الحق الذي شعرت بأنه رحل مع رحيل والدي فجعلني أعيش عمرا أكبر من عمري .
عاد أسامة بعد رجوعي بقليل , بدأ يحدثني عن الذي فعله وكان سعيدا للغاية حتى أنني سعدت لسعادته .
بدلنا ملابسنا ثم ذهبنا لننام قليلا و الابتسامة لم تفارقنا منذ عودتنا , نام أسامة بعد ما بدلنا ملابسنا , شعرت ببعض التعب فارتميت بجسدي بهدوء كي لا أيقظ أسامة , أغلقت عيني دون شعور .
استيقظت بعدها بابتسامتي التي عدت بها من الخارج , نظرت في الساعة فوجدتها الرابعة عصرا , نهضت بهدوء وتركت أسامة نائما يبدو أنه في الصباح بذل مجهودا أفقده طاقته وجعله مستسلما للنوم .
غسلت وجهي وتوجهت للمطبخ لأبدأ التجهيز لزيارة صديقاتي , جهزت جميع الأطباق و المشروبات ثم خرجت من المطبخ لأجد الساعة الرابعة وأربعون دقيقة لم يتبقى الكثير من الوقت , ذهبت إلى الغرفة فوجدت أسامة ما زال نائم فأيقظته .
بدلت ملابسي ولبست ملابس عملية وأنيقة حتى أرتاح في الحركة .
الساعة الخامسة عصرا .......
كل شيء جاهز ومرتب , شغلت التلفاز وجلسنا أمامه أنا و أسامة نقلب في القنوات و نرى مظاهر وأناشيد العيد حتى سمعنا طرقا على الباب فعرفنا أنهم وصلوا .
دخلت جميع  الفتيات ومنهم من اصطحب معه أخاه الصغير , فدخل الأطفال في الصالة الداخلية يلعبون مع أسامة بألعابه , أما أنا والفتيات جلسنا في الصالة نتحدث قليلا وبعدها بدأنا نلعب أيضا.
الساعة التاسعة مساءا....
مر الوقت سريعا بين ضحك ولعب , وركض , كل طاقتنا أخرجنها , نسينا العالم بأسره ولم نتذكر سوى سعادتنا .
ودعت الفتيات , وذهبت لتبديل ملابسي أنا و أسامة وجلسنا مرة أخرى أمام التلفاز فلم نشعر بالنعاس .
مرت ساعة كاملة ....
شعرت بعيني تغلق دون شعور , نهضت من مكاني ولم أجد أسامة خرجت إلى الصالة ولم أجد سوى الألعاب التي لعبوا بها , أدخلتها إلى مكانها وخرجت ودخلت غرفة النوم فوجدت أسامة نائم على السرير , يبدو أنه وجدني غفوت فلم يكلمني عندما شعر بالنعاس , ارتميت إلى جانبه دون أدنى شعور بعد إرهاق شعرت به لكن هذه المرة إرهاق ممزوج بسعادة .
لم يختلف ثاني وثالث أيام العيد عن أول يوم كثيرا, فأيام العيد كانت بالنسبة لنا مزيجا من الضحك واللعب , السعادة و المرح كل الأشياء التي افتقدناها الشهور الماضية وبهذا تنتهي أيام العيد .
يعود كل شيء كما كان , بدأ التجهيز لاستئناف الدراسة , ونتيجة لذلك قررت أن نستيقظ باكرا أنا وأخي أسامة حتى نعدل مواعيد نومنا فلم يبقى سوى أيام معدودة على بدء الدراسة .
تغير نظام حياتنا كليا بعد العيد , فبدأنا نستسيغ الحقيقة وإن كانت مرّة كي تدور عجلة الحياة .
رتبت يومي بحيث أن نستيقظ باكرا نتناول الفطور سويا أنا وأسامة , ثم نتشارك في ترتيب المنزل وإعداد الغداء بعدها يفعل كلا منا ما يريد حتى العصر , وبعد العصر نذهب سويا لنزور جدتي و جدي والجيران والأصدقاء .
اتفقت مع أسامة أن نتقاسم كل شيء حتى الفرحة والحزن والأعمال أيضا  , نذهب في كل مكان سويا ولا نفترق أبدا وهكذا انهينا إجازتنا .
صباح مختلف عن سابقه , استيقظت على صياح الديك فاليوم هو أول أيام المدرسة بعد ثلاثة أشهر من الراحة , بالنسبة لي فهو عام مختلف فهو آخر عام من الدراسة الثانوية  .
 بالنسبة لمن في عمري اعتبر في أيام المراهقة وتفتح تلك البرعمة التي بدأت تظهر جمال تلك الزهرة لكن بالنسبة لي تفتح قبل الأوان ولم يكن اختياري .
جهزت الملابس المناسبة لي أنا و أسامة ثم أعددت الفطور وذهبت لإيقاظ أسامة , دخلت الغرفة وتفاجأت أنه مستيقظ ووجدته يرتب فراش السرير .
عدت إلى المطبخ وشعرت بأن أسامة قد كبر و يريد أن يثبت لي أنه فتى يعتمد عليه .
تجهزنا ثم خرجنا من المنزل لحسن حظنا أنها كانت السادسة والربع أي قبل موعد الطابور بأربعين دقيقة .


لا أدري لما قررت أن نذهب إلى جدي وجدتي فأنا أعرف أنهما لا يناما بعد صلاة الفجر , لا أستطيع أن أقول إلا أن حبي لهما وشوقي لوالديّ في صباح هكذا دفعني لزيارتهما .
لا أدري بالضبط كم من الوقت مرّ علينا , خرجنا و أكملنا مسيرنا في الطريق إلى مدارسنا وعلى وجهي رسمت بسمة أقل ما يمكن قوله أنها بسمة صدمة بعدما حدث عند منزلي جدي وخصوصا عندما ذكرني بأيام شقاوة الطفولة , لا أنكر بأنني كنت مدللة في حدود كوني أول طفلة تتأتي بعد طول انتظار من والديّ .
انتبهت للطريق في الوقت المناسب فلقد كنّا على بضعة أمتار من مدرسة أسامة الجديدة , دخل إليها أسامة ثم أكملت طريقي نحو مدرستي فهي لا تبعد كثيرا عن مدرسة أسامة .
الحمد لله وصلت قبل الجرس , لا أدري لما أول شيء فعلته بعد دخولي هو توجهي مباشرة إلى آخر المدرسة قاصدة الحديقة التي تقع خلف المبنى , كل ما كنت أشعر به أنني أريد الاختلاء بنفسي قليلا وترتيب كل شيء .
جلست على العشب في أبعد زاوية عن الأنظار , وأعدت زيارتي إلى جدي وكأن شخصا صور ذلك بالتصوير البطيء , بدأت من تلك النقطة عندما دخل جدي إلى غرفته ثم نادني , دخلت إليه ثم قال لي أغلق الباب من فضلك وتعالي اجلسي , نفذت طلبه و جلست إلى جواره .
بدأ يحدثني عن الحياة و أن الفراق سنة من سننها , وأن لا أدع ما حدث يؤثر على مستوايّ الدراسي , ثم قال لي فجأة هل ترين ذلك الدفتر الموجود على ذاك الرف ؟ أريده لو سمحتي .
نهضت من مكاني على الفور وأنا مستغربة قليلا , فلقد كنت آتي إلى هنا تقريبا كل يوم في الإجازة وأدخل إلى غرفة جدي وجدتي لأرتبها ولكن لم أرى هذا الدفتر هنا أو في أي مكان في المنزل .
ذهبت إلى حيث يجلس جدي وأعطيته ويبدو أنه رأى علامات الاستغراب مسطرة على وجهي , فلم ينتظر مني سؤالا فقال لي : أعرف أنك مستغربة من الدفتر معك حق , فأنت لم ترينه قبل ذلك لكن افتحيه لتعرفي ما قصته ؟
فتحته بشغف و فضول فقرأت في أول صفحة يوميات .... يوميات من ؟ إنها يوميات أمي وأبي , يبدو أنني قلتها بصوت مسموع فقال جدي : نعم .. أعرف أنك صدمتي فلم أكن أتوقع أنهما قد قررا أن يكتبا مذكراتهما قبل وفاتهما بعام .
قلت له ماذا ؟ قبل وفاتهما بعام واحد؟
قال لي نعم فلقد كان قررهما بداية العام الماضي.
نعم فلقد قلبت صفحة فوجدت ما يؤكد كلام جدي , من اليوم سنبدأ نحن الاثنين نسجل هنا ما يحدث معنا في يومنا , ما نتعلمه ونحن نربي صغارنا , أحلامنا و طموحاتنا فيهما , نكتب رسائلنا التي ستساعدهما في بناء المستقبل وإكمال طريقهما إن لم نستطع إكماله معهما , سنخفي الدفتر من اليوم وسنظهره لسعاد عندما تتخرج من الثانوية حتى تكتسب من مواقفنا خبرة تؤهلها لمواجهة الصعاب , لكن هل سنكون معها ذلك اليوم ؟
بدأت أقلب الصفحات بسرعة حتى وصلت لصفحة كتب فيها :
اليوم الثلاثاء ..... آخر يوم من اختبارات هذا العام بالنسبة لسعاد .. سعيدة جدا لها بأنها سترتاح بعد تعب تعبته هذا العام , كنت أتمنى رؤيتك بعد الاختبار وأن أبقى معك أول أيام الإجازة لكن تعرفين ظروف حجزنا فلم يكن باختيارنا , انتبه على نفسك وأخيك , جدك وجدتك قريبين منك متى احتجت إليهما ستجديهما .
عندما تذكرت تلك الصفحة التي قرأتها حضرت ببالي صورة ذلك اليوم , عدت إلى الوراء تحديدا إلى آخر يوم في الاختبارات النهائية عندما ودعت أمي في ذلك الصباح ,
نعم تذكرت استغرابي من تصرفاتها في ذلك اليوم , كنت وقتها أعرف أن موعد الإقلاع في التاسعة أي قبل موعد عودتي , لكنها لم تكن المرة الأولى التي تتركنا فيها هي ووالدي ويسافران , استغربت أيضا من نظرها ومراقبتها لكل حركة قمت بها حتى نزلت من على السلم وأنهيت الشارع كله وكأنها تريد أن تنقش وجهي في مخيلتها ليبقى معها طيلة سفرها , سالت دموعي بحرارة عندما تذكرت المشهد ذلك بالإضافة إلى ما قرأت في الدفتر عند جدي و وصيتهما بأن يظل المنزل مفتوحا ونسكن فيه الأمر الذي لم أتوقعه لكن سأنفذه .
وفجأة ..... استيقظت من ذكرياتي على صوت الجرس ليبدأ معها أول يوم من آخر رحلة في مدينة التعليم المدرسي .
أكملت يومي في المدرسة إلى نهايته بين استلام الكتب , والتعرف على الصف والمناهج والمعلمات .
خرجت من المدرسة وأنا أشعر بالتعب والإرهاق , أسير في الطريق وأشعر كأنني دمية حركها أحدهم , توجهت إلى بيت جدي حسب الاتفاق الصباحي بان ينتظرني أسامة هناك إلى أن نعود ثم نذهب سويا إلى البيت
وصلت إلى هناك واكتفيت بطرق الباب والنداء على أسامة , خرجنا من المنزل وإذ بي أسمع شخصا يناديني من الخلف , التفت لأجده جدي عدت إليه فقال لي هل تنتظريني لحظات ؟ اكتفيت بإيماء رأسي فدخل إلى المنزل و احضر لي دفتر يوميات والديّ وقال لي احتفظي به , فلقد كتبا هنا جميع ما يريدان قوله لكما , أدخلت الدفتر في حقيبتي وودعنا جدي .
دخلنا إلى المنزل وبدّلنا ملابسه والصمت يكسو المكان , لم أعتد أن أعود إلى المنزل بعد المدرسة وأجده صامتا هكذا , بعد أن بدلنا ملابسنا توجه كلا منا إلى سريره .
نمنا قرابة ساعتين ونصف .... اتجهنا إلى المطبخ سويا وبدأتا بإعداد الغداء معا كما اعتدنا وتناولنه سويا .
اتجهنا إلى غرفة المذاكرة وجلس كلا منا على مكتبه , بدأ أسامة يتصفح كتبه يبدو أنهم لم يدرسوا أي شيء كونه أول يوم لهم في مدرستهم , بعد قليل خرج ليشاهد التلفاز .
أما أنا فاستفتحت دروسي بما تعلمته في المدرسة بدء بالفيزياء فالكيمياء ثم الرياضيات واكتفيت بتصفح موادي المفضلة الحاسب والأحياء .
لم انتبه للوقت فنظرت للساعة فوجدتها الخامسة والنصف , أغلقت حقيبتي واكتفيت اليوم بتلك المذاكرة , ألقيت نظرة على أسامة فوجدته قد أغلق التلفاز يبدو أنه شعر بالملل منه .قررت أن ألعب معه لأسليه .
حل المساء .. بعد أن أغلقت الشمس ستائرها وبدأ النعاس يتسلل إلى عينيّ أسامة بعد لعب ويوم طويل نسبيا , توجهنا إلى المطبخ وأعددنا العشاء المفضل لدينا , ثم توجهنا إلى النوم .
خلد أسامة إلى النوم أول ما وضع رأسه على الوسادة أما أنا فشغلت الإضاءة القريبة من سريري وبدأت أقرأ من يوميات والديّ .
أشعة الشمس تحاول التسلل من بين طيات السحب , شعرت بها وهي تضارب على وجهي نهضت لأجد نفسي محتضنة يوميات والديّ نظرت إلى السماء لأجدها غائمة جزئيا , يبدو أنها ستمطر اليوم .
أيقظت أسامة غسل وجهه وكعادتنا أعددنا فطورا خفيفا ثم توجهنا لنبدل ملابسنا , حقا ما أجمل الإفطار والعمل على صوت تغريد العصافير , شعور بالسعادة لا يوصف .
إنها السادسة والنصف .... كنت قد اتفقت مع أخي بالأمس , أن نزور جدي وجدتي كل صباح نجلس عندهم حتى يتبقى عشر دقائق على موعد المدرسة فنرحل .
                                          
قررت ذلك لأني أحب أن أذهب إلى هناك كثيرا , فتقريبا أول منزل عرفته بعد منزلنا هو ذلك المنزل , في طفولتي ومن قبل أن التحق بالمدرسة تحديدا منذ أن تعلمت المشي كل يوم أكون هنا أبحث عن جدتي حتى أراقب ما تفعل و أحيانا كنت أقضي أياما أبيت فيها هنا .
أحب دوما أن أسمع دعاء جدتي عندما أساعدها , أحب أيضا هداياها البسيطة التي تقدمها , هي أول شخص أتوجه إليه عندما تغضب أمي مني أو تواجهني مشكلة ما , فقد يكون أيضا سبب ازدياد قدومي إلى هنا أنني أشعر بينهما بالحنان و الآمان الذي افتقدته منذ وفاة والديّ .
كعادتنا و قبل عشر دقائق من موعد المدرسة خرجنا واتجه كل واحد إلى طريق مدرسته , وبدأ كل واحد يتعارف على المحيطين به أكثر فأكثر .
دخلت إلى مدرستي و قررت أن أفصل بين ما يدور في المدرسة وخارجها , سأستمتع بوقتي و أستفيد داخل أسوار هذا المبنى ولن أدعى أحد يعرف عني سوى كل خير , نعم سأسمع كلام جدي ولن أدعى شيء يؤثر على مستواي الدراسي بل سأرفعه بإذن الله إلى امتياز كي أبدأ بتحقيق حلم والديّ لي .
رن جرس الطابور .... نهضت بهمة و نشاط , دخلت فصلي وبإصرار على جمع درجاتي من بين مخالب من يريد سلبها مني .
أنهيت يومي وأنا أشعر بسعادة كبيرة لإنني حددت طريقي وسأبدأ أحارب عليه من اليوم و حتى أنهيه , حددت وجهتي الجامعية سأدرس في أحد فروع الأحياء أو الحاسب فأنا أحب تلك المادتين كثيرا .
مررت على منزل جدي وجلستُ مع جدتي  قليلا , فأنا أحب الجلوس معها فهي دائما ما تحدثني عن طفولة وشباب أبي , عن أيامه في المدرسة وعن الجامعة التي في أول سنة وتحويله من قسم إلى آخر , عن بداية حياته هو و أمي وعن طفولتي أنا وأسامة , أشعر أحيانا بأنها كتاب تاريخ لكن مخصص لعائلتنا .
جلستُ إلى جانبها حتى أتى جدي سلمت عليه وعدنا بعدها إلى منزلنا , ومازلت بابتسامتي محتفظة . حقا كم هو جميل شعور الإنجاز .
ولأول مرة أتجه للسرير وأنام دون أن استمع إلى حديث أسامة عن يومه الدراسي .
استيقظت على صوت المطر لأجد أسامة يتأمل المطر في الخارج من النافذة , اقترب منه قليلا لأكتشف أنه لا يتأمل المطر بل يرى شيئا آخر نعم شيء يعرضه له عقله , إنه سارح في ذكرياته .
انتبه لي بعد لحظات من وقوفي إلى جانبه نظر إليّ وحضنني بشدة ثم غادر الغرفة , لم أتكلم بكلمة لأنني أعرف أسامة عندما يكون في مثل هذه الحالة فقبل قليل تأكدت أنه كان سارح في ذكرياته مع والديّ.
خرجت ورائه ودخلت إلى المطبخ , ولأول مرة منذ فترة أدخل إلى المطبخ وحدي دون أسامة , صحيح أنه لا يفعل شيئا تقريبا لكنني كنت أحب أن ندخل المطبخ سويا على الأقل لا يشعرني بالملل .
حاولت أن أعد في الغداء ما يحب أسامة أن يأكله وتناولنا الطعام سويا , حاولت أن أتحدث معه عن ما فعله إلى أن قطع حديثنا صوت المطر مرة أخرى عندها خرجنا سويا إلى حديقة المنزل .
فرحت كثيرا لما رأيت أسامة بدأ يركض تحت المطر , عرفت أنه عاد إلى حالته الطبيعية .
بدأت أدعو الله كثيرا في هذا الوقت , بكل أمنية تمنيتها يوما , وبأن يسهل لي هذا العام والتحاقي بالجامعة , بالطبع لم أنسى والديّ من دعائي بأن يغفر الله لهما ويجمعنا جميعا في الفردوس الأعلى كما اجتمعنا في الدنيا .
عدنا إلى الداخل بعد انقطاع المطر , جففنا ملابسنا وتوجهنا إلى غرفة المذاكرة بدأت أذاكر بجد حتى أنني بدأت أقرأ كل سطر من الدرس الماضي ودرس الغد حتى يكون عندي قدرا كاف من المعلومات إذا طرحت المعلمة سؤالا يتعلق بأحدهما .
بعد مرور الوقت .........
اختلست النظر لأجد أسامة يحل أحد واجباته ومازال محتفظا ببسمته التي أنارت وجهه .
مر الوقت سريعا .... حلت نسمات المساء بهدوئها المعتاد بعد أن أغلقت الشمس ستائر أشعتها , مُزجت رائحة المطر برائحة الزرع لتطاير تلك الرائحة المفضلة لدي , أنهض من على مكتبي واتجه إلى النافذة لأشتم تلك الرائحة الجميلة , بعدها اتجهت إلى الصالة لأجد أن أسامة نائما أمام التلفاز .
أيقظته واتجهنا إلى المطبخ لنحضر العشاء وتناولنه سويا , ثم اتجهنا لكي نخلد للنوم كانت تلك المرة الأولى التي أضع فيها رأسي على الوسادة لأنام دون تفكير وبعمق هكذا .
نسمات الصباح تسلل من جديد ... اعتدنا نظام اليوم الدراسي و ما نفعله استيقظت اليوم لأجد أن أسامة استيقظ قبلي بحثت عنه ولم أتوقع أن أجده بالمطبخ يخرج لي بعض الأطباق والأشياء من باب المساعدة , بعد أن بدل ثيابه .
كل يوم يمر علينا يحاول أسامة بأن يثبت لي بأنه كبر ويمكنه المساعدة في أعمال المنزل , نعم اعترف أنه لم يعد ذلك الطفل المدلل الذي كنت أعرفه في السنوات الماضية فلقد تغير حتى بدأت أشعر بأنه كبر قبل آوانه .
دخلت لأساعده فاكتشفت أنه قام بتحضير كل شيء , فما كان عليّ إلا أن أقوم بمساعدته على نقل الأطباق للمائدة , بدأنا بتناول الفطور وعلى وجهي ابتسامة فخر بأخي الصغير .
أنهيتُ فطوري ودخلت غرفتي لأبدّل ملابسي .
على غير العادة خرجنا من منزلنا في السادسة والربع وبالطبع توجهنا لمنزل جدّي , بالطبع سعيدة لإني هذه المرة سأقضي وقتا أطول هناك .
جلست هناك مع جدتي أنا وأسامة الذي يحبها كثيرا , نهضت من جانبها بحجة أنا أسلم على جدي الذي كان يمكث في غرفته , اتفقتٌ معه أن نعدّ حفلةً لأسامة كي نشجعه الفترة القادمة للمذاكرة والمساعدة في منزلنا ومساعدتي جدي وجدتي عندما يذهب إليهما وبالفعل شجعني جدي أكثر للفكرة وأخبرني بأنه سيشتري مستلزمات بسيطة للحفل و سيشتري أيضا هدية كمكفأة لأسامة , واتفقت معه على أن تكون الحفلة غدا في المساء .
تفاجأت بأن الساعة أصبحت السابعة إلا خمس , لم يبقى سوى خمس دقائق , خرجت مسرعة من غرفة جدي وألقيت السلام على جدتي وخرجنا على الفور حاولت قدر الإمكان أن أسلك أكثر الطرق اختصارا للوقت فتلك المرة الأولى التي أتأخر فيها عن الطابور لكن لم يهمني ذلك فلقد كنت سعيدة , مبتسمة , متحمسة وهذا تحديدا ما استغرب منه أسامة فهو لم يعتد أن يراني بتلك الحالة .
الحمد لله وصلت إلى المدرسة صحيح أنني لم التحق بالطابور لكن على الأقل دخلتُ قبل المعلمة إلى الفصل وخصوصا أنها حصة الأحياء التي أحب أن أحضرها من بدايتها .
أنهيت يومي الدراسي , ذهبت إلى أحد المحلّات القريبة والتي في مرة مررنا من أمامها أنا وأسامة توقفنا أمامها قليلا نرى الأشياء المعروضة ولاحظت إعجاب أسامة بتلك الساعة المعروضة صحيح أنه وقتها لم يطلبها لكن سأشتريها اليوم له كهدية .
عدُت إلى المنزل واكتفيت بالنداء على أسامة دون أن أجلس وعدنا إلى منزلنا .

بعد العصر ...... وكما اعتدت أن اتجه إلى المذاكرة في هذا الوقت .
وصلنا إلى منتصف الفصل الدراسي ... مع كل يوم يمر علي تشتد فيه معركتي مع المذاكرة , مع المحافظة على الدرجة وبدأت تزداد بعد أن كانت في درجاتي في الشهر الأول كاملة أحسست أنه لابد من المحافظة على هذا المستوى .
درجات أسامة لم تختلف كثيرا عني لكن أسامة كونه في الصف الأول المتوسط تعتبر مناهجه سهلةً نسبيا .
غربت الشمس في هدوء على عكس المساء الذي حمل في طياته ليلة ماطرة بشدة ليعلن عن دخول فصل الشتاء , إنه الفصل المفضل لدي , وقفت عند النافذة رائحة المطر أعدت إلي حماسي الصباحي لحفلة أسامة , بدأت أدعو الله بكل أمنياتي , أن يسّهل الطريق أمامي وأمام أسامة , أن يحفظ لي جدي و جدتي , أن يجمعني بوالديّ في الجنة .
تذكرت والديّ فجأة و سالت دموعي مع ذكرياتهما , مرّ على وفاتهما الآن خمسة أشهر لكن افتقدهما بشدة صحيح أنني أحاول أن أظهر بمظهر القوية المتماسكة لكن لا أستطيع نسيانهما .
خرجـتُ من الغرفة بمشاعر مختلفة ,اتجهت إلى المطبخ و جهزت العشاء ثم اتجهنا إلى النوم .
في الصباح وبعد أن تجهزنا اتجهنا إلى منزل جدي , تركت أسامة بجانب جدتي ودخلت إلى جدي في غرفته وبلغته بأنني اشتريت الهدية وأخبرني بأنه اشترى الحلوى وأبلغ جدتي وأنه يجب أن نكون عنده وقت الغروب واتفقنا على ذلك .
وبالفعل خرجنا أنا وأسامة , وقلت له في الطريق أن جدي أخبرني بأنه يريد رؤيتنا اليوم عند المغيب .
وبالفعل كنا في بيت جدي كما قال , تفاجأ أسامة بالحفل والهدايا التي أعجبته كثيرا , كم كانت سعادتي كبيرة حقا عندما رأيت فرحة أسامة .
تمر الأيام يوما بعد يوم وكأنها تتسابق في سباق للجري , لتضعنا على مسافة قريبة من أبواب الاختبارات النهائية أواصل المذاكرة ليلا بنهار , وأسعى دائما للحصول على العلامات الكاملة في كل مادة من المواد .
الأسبوع الأخير قبل الاختبارات قررنا أن نمكث في المنزل في هذا الأسبوع بعد أن أنهينا المواد في المدرسة الأسبوع الماضي .
أما أسامة قرر أن يذاكر في منزل جدي وجدتي كنوع من توفير الهدوء لي , كان يذهب في الصباح بعد أن نفطر سويا ويعود في المساء نتناول العشاء سويا ثم نتجه إلى النوم .
أمضينا الأسبوع كاملا على ذلك الحال , أسبوع طويل مر عليّ لم يكن أهتم فيه بشيء سوى المذاكرة , حتى أسامة لم أكن أتحدث معه كما اعتدت .
صباح مختلف استيقظت فيه قبل مواعيدي ولحسن الحظ استيقظ أسامة عندما شعر بأنني نهضت من سريري اتجهنا لإعداد الإفطار الذي أكلتُ فيه أقل من وجبتي المعتادة بدلتُ ملابسي سريعا , وانتظرت أسامة في حديقة المنزل أذاكر أهم قوانين الرياضيات نزل أسامة بعد دقائق واتجهنا إلى منزل جدّي وجدتي سلّمتٌ عليهما وطلبتُ منهما الدعوات بالتوفيق .
وصلتُ إلى المدرسة واتجهت إلى خلف المبنى كي لا أختلط بصديقاتي .
انتهى أول يوم , واتجهت لبيت جدّي طمأنته أن الاختبار قد أتى ميسر و عدتٌ أنا وأسامة للمنزل .
اتجهت إلى السرير مباشرة بعد أن شعرتُ بنعاس شديد , نمت بعمق بعد اسبوع عانيتُ فيه من قلة النوم .
استيقظت لأجد الساعة تشير للرابعة والنصف ... استغربتُ من نفسي كيف نمتُ كل ذلك ؟ خرجتُ من الغرفة لأجد أسامة في غرفة المذاكرة , سألته هل أكلت ؟ فقال لي أنه كان ينتظرني اتجهت إلى المطبخ و جهزت الغداء وتناولنه سويا وتحدثنا عن اختبار اليوم .
اتجهنا إلى غرفة المذاكرة وبدأ كل واحد يستعد لاختبار الغد .
حل المساء بنسمات باردة .. اتجهنا لنحضر العشاء سويا ثم ذهبنا للنوم .
يوم بعد يوم يمر علينا ... لم يختلف فيه نظام حياتنا كثيرا فهاهو اليوم آخر يوم بالنسبة لأسامة حتى أنه نهض مبتسما وسعيد .
أما أنا فأنهيت اختباراتي بعده بيوم ...
أتت ورقة التوقيع أخيرا , أمرر عينيّ بين الأسطر أتأكد أنني حليت كل سؤال , تصل الورقة لي فأوقع وأسلم الورقة وأخرج من القاعة لينتابني شعور بالراحة بعد فصل دراسي طويل وشاق.
أخرج من المدرسة وأمر على منزلي جدي لأطمئنه كما اعتدت أن أفعل ذلك طيلة أيام الاختبارات ثم أعود إلى منزلنا لأجد أن أسامة قد أنهى ترتيب المنزل , بدلّت ملابسي ثم اتجهت إلى سريري على الفور نمت بعمق وبراحة لأنني أعلم أنه لا يوجد لدي مذاكرة بعد استيقاظي .
لا أدري كم من الوقت مرّ علي وأنا نائمة ...... استيقظت واتجهت إلى المطبخ و أعددت الغداء , تذكرت فجأة تلك الصفحة التي قرأتها ذلك اليوم في منزل جدي والتي كتبتها أمي قبل سفرها , ابتسمت ابتسامة اشتياق لوالديّ .
بدأت أبحث عن أسامة لأجده أخيرا في حديقة المنزل , يبدو أنه نزل إلى الحديقة منذ أن عدت تناولنا الغداء سويا وتوجهت لغرفتي لأرتبها , جلستُ على سريري وأخرجت اليوميات وبدأتُ بقراءة صفحاتها ومع كل سطر أقرأه كنت أشعر بصوت والديّ من حولي .
صباح أول يوم من أيام الإجازة اتفقت مع أسامة أن نقضيها كما قضينا الاجازة الصيفية , فترة الصباح نقوم بأعمال المنزل سويا وبعد العصر نزور جدي وجدتي و ان أردت  أن تذهب لأبناء جيراننا .
وبالفعل قضينا إجازتنا هكذا حتى انتهت وبدأنا نستعد للمدرسة .
أول يوم في الفصل الدراسي الثاني ...
لم يختلف كثيرا عن الفصل الدراسي الأول سوى أنني بدأت دراسة من أول يوم .
يمر يوم وراء يوم في نظام لا يختلف فيه أي يوم .
مر شهر كامل على بداية الفصل .... لتبدأ معها سلسلة اختبارات بشكل شبه يومي , بدأ العد التنازلي الذي لم أعر له بالا في البداية , أنه عداد التخرج .
تمر الأيام ويسرقني اهتمامي بالدرجات , إلى أن بدأت حساب ما تبقى على الاختبارات النهائية لأصدم بأن الباقي أربعة عشر يوما فقط  وتبدأ بعدها رحلة من جمع الأوراق والذهاب إلى مكتب التنسيق وتقديم الأوراق وتسجيل الرغبات وفترة الانتظار التي نجلس فيها على الأعصاب .
وفجأة وسط ذلك كله أتذكر أسامة كيف نسيت أمره بعد أن التحق بالجامعة , أتى الوقت الذي سأفارق فيه أسامة لأكمل دراستي صحيح أنه سيعيش تلك الفترة مع جدي وجدتي لكن تعودت أن يكون أسامة في حياتي , تعودت أن نتشارك كل شيء سويا .
قررت أن أدعى التفكير في هذا الأمر مؤقتا كي أضع تركيزي في موادي فهذا الفصل هو الفصل الأخير لي .


تمر الأيام يوما بعد يوم تسابق بعضها بعضا , وأسابق الزمن في مذاكرة المواد , وأصبحت لهذه الأيام معزة خاصة في نفسي كل يوم يمر علي كنت أتعلم فيه شيئا جديدا بعيدا عن الدروس والمواد .
تبدأ الاختبارات النهائية .......... وسط مشاعر خوف ورهبة , حزن وفرح , باختصار مشاعر مختلطة من كل شيء مرت هذه المرة سريعة على عكس ما كنت أريد .
صباح آخر يوم في الاختبارات النهائية استيقظت باكرا , بدلت ملابسي ونزلت دون أتناول أي شيء وتوجهت للمدرسة .
أحسست بأني أريد توديعها , ثلاث سنوات عشتُ تفاصيلها بين جدران ذلك المبنى الجميل , معلماتي وصديقاتي طالبات مدرستي كل شيء سأفتقده , بالطبع دخلت هذا المبنى بشخصية تختلف كليا عن شخصيتي الآن .
دخلت إلى القاعة , وبدأت أجاوب على أسئلة الاختبار انتهيت منها لأجد أن ورقة التوقيع قد وصلت لم أوقع هذه المرة لإنني لم أراجع على أجوبتي .
خرجت بعد مرور عشر دقائق , شعور وداع لكل شيء المعلمات , الطالبات , صديقاتي , المبنى حتى الحديقة التي كنت كل صباح أجلس فيها .
عدتُ إلى منزلي ودخلتُ إلى غرفتي ونمتُ بعمق إلى المغيب , استيقظت وجهزت الغداء وتناولنه سويا .
بعد مرور اسبوع على بدء الإجازة ......... قرأت في الأخبار أن موعد فتح أبواب التسجيل للجامعات بعد اسبوع , بدأتُ أستعد وأجهز الأوراق المطلوبة شهادات الثانوية وغيرها .
ذهبت في العصر إلى منزل جدّي وأخبرته بموعد فتح التسجيل وأخبرته عن أسامة فأخبرني أنه هو من سيخبره بذلك .
وبالفعل بعد اسبوع ..... استيقظت من الصباح الباكر تناولت الفطور مع أسامة , ثم اصطحبته لمنزل جدي واتجهت إلى محطة القطار وصلت هناك قبل موعد القطار بدقائق معدودة , وبعد أن وصل ركبته مع الركاب لأتجه للمدينة لأقدم طلب التسجيل .
وصلت المدينة الساعة السابعة صباحا ...... بدأت أسأل الناس عن مكان المكتب حتى وصلتُ إليه في الوقت المناسب , سلمتُ أوراقي وسجلتُ رغباتي .
وعدتُ من حيث أتيت ............. بعد اسبوع توجهت إلى المدينة مرة أخرى ومنها إلى المكتب لأجد أنني قد قُبلت في قسم الحاسب كما تمنيت .
عُدت بفرحة كبيرة إلى المنزل و أنا متحمسة لسنوات الجامعة .
















الخاتمة
جميعنا نمر بمواقف ومنحٍ في الحياة , لا أقول لك لا تتأثر بها تأثر ولكن لا تجعلها تؤثر على حياتك .
اجعلها تحد بينك وبينها ,و اخرج منها بتجربة تقويك بقية حياتك .

حدد هدفك وثابر , عافر وكافح من أجل تحقيقه ففي تحقيق هدفك تحقيق لذاتك قبل كل شيء 

شارك:

Sara

خصصنا وقــتــنـا وجــهـودنـا مـن أجــل خـدمــتــكـم وتـعـزيــز روح الـتـعـاون فـيــمـا بـيـنـكـم ؛وبــكـم ســنـكـون فــي الــمــقــدمــة بــإذن الله

0 تعليق على موضوع " وتفتح البسمة بابها "

شروط التعليق :
■ يجب على التعليق أن يكون بلا روابط إشهارية
■ لاستعمال خط عريض ضع الكود : النص هنا...
■ لاستعمال خط مائل ضع الكود : النص هنا...
■ لإضافة صورة ضعها بهذا الكود : ... رابط الصورة هنا ...

الإبتسامات إخفاء